الثلاثاء، 20 فبراير 2018

خربشة: ذبابة "النشاط" الأنطولوجي





زنزنت ذبابتي الملعونة التي تحدثت عنها العديد من الأغنيات "الجميلة" رغم انتقاد الناس "الأرستوقراطيين" والمثقفين الذين رؤوسهم مليئة بالعلم و "داكشي".. ولكنها لم تصل حد الأمر الخطير.. فقط وقع نظري على "طعريجة" فأسرعت إليها دون حتى أن أنزع عني حذائي وأمي تصرخ وتولول وتكرر أن الزربية لم يمض على تنظيفها سوى يوم واحد.. المهم خطفت "الطعريجة" بسرعة.. وأنا أطلب السماح.. مقبلا رأس العزيزة.. وشرعت أقرع جلدها المشدود والعسلي الدندنة.. تسري في بدني كأنني مسكون أو كما يقولون "فيا الحال" أو "الهوايش".. أسرع وتكاد أصابعي ترفرف كجناح الذبابة نفسها التي سببت كل هذا.. هب أخي من غرفته مسرعا وهو يعاونني ب:"الرش".. وينشد: يا ودي.. يا الأستاذ والكاتيب.. ضحك الجميع.. وانخرطوا في الايقاع.. وعمت الفوضى المكان.. وفجأة "شدينا الميزان" فأصبح التطبيل جميلا.. فغنت أمي..

..
ليلي وا هيا ليلي..
الله أ ليلي..
الليل والليالي وأنا سهران
الله أ ليلي..
..
وصرنا أكثر حماسا ونحن نصفق ونطبل.. ونحاول إتقان متابعتها..
فصاحت فينا.. نتوما قولو: الله أ ليلي..
ففهمنا أنها اللازمة.. وأعجبتنا.. فأتمت:
..
ديك الشريفة العلوية..
الله أ ليلي..
ليلي وجيبوها ليا..
الله أ ليلي..
الخبز فالطبيقة وأنا جيعان
الله أ ليلي..
الما فالسواقي وأنا عطشان..
ليلي وا هيا ليلي..
الله أ ليلي..
..
ولولا أن رن جرس الباب معلنا عن حضور أبي.. لطال الليل وما نامت الذبابة الجميلة.. وعندما توقفنا.. أخبرتنا أمي أن الأغنية تعود إلى الستينات.. أرجعت "الطعريجة" إلى مكانها وأنا أتخيلني في ذلك الزمن أبحث عن "سيبير" دون جدوى..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق