الأربعاء، 15 أغسطس 2012

... تَوسد الدنيا مروضة بقرون الخنافس



تَوسد الدنيا مروضة بقرون الخنافس...


فوق فراش الهباء المسجى على بساط البلس...
لا تتوسد إلا حوافر الأطياف، أضغاث الجلنار و الفواجع في ثوب التهافت
يتحثر الحنضل تضاريس مسننة بين جلدي و حرارة المأوى البعيد
يتفجر من كل مسخ، ويل شوك أملس يتأبط قشعريرتي
يحبحب في جنتي عصارة آخر قادة العرب
ليحصِر زوبعة صدري...     
يتحجر البستان الملهوف
تحتّه الهراوات و الرصاص و القتلى المبعثرون في صفحة التسلية
يمر من تحت عيني سرادق أزياء الخريف
يراوغ ستر الزمن المبجل
أحبس الحضارة في "القدس" بين " غوانتانامو" و "بغداد"
لأتنفس طيب الشهداء
...
يضيع ريحهم و يظل أنفي يجوب السماء، لا يسمع شيئا...
...
بابا عمرو بارد يشرب كوز حليب أتان تزينت لزوجها الأبله على "اليوتوب" ينهقان دما
و أنا...
يا لي أنا
بلبل حيران يتسلى في قوقعته "الجيلاتينية" يترقب...
يعاشر النتوءات الضاحكة في حتار أظافره المتشوقة لــ "المانيكير" و "البيديكير" تحت ظلة تروج
للنبيذ الفاخر في فندق يلهو بلمسات قرون المجد في الجزيرة الخضراء...
يا سورية...
بي أمنية،
حبيبة دمع تتأرجح بين المقلة و السياسة تقيس الخسائر بميزان اللعنة
هديل ينحبس عند أفق بين الدوي و الجدار
هيت ما فضل من ثور يصارع أدوية العنة...
قيل لي، سيخرج من الرستن
برعم منشود سيربو رجلا آليا
ينصر الضعفاء في آخر الحلقة
باغتتني الإعلانات، كصغار الجن تفض عش التكوين...
اسعدوا، شدوا الرحال و لتركبكم النوق حتى لا تتعب في نصف الطريق إلى "السيليكون"...
...
لما الأيام تعيشنا
أما ملت بياض الصفحات المكتوبة بخط الخراب
لا هو حبر سري و لا وجه كالوجوه يمكن قراءته
لما الأيام لا تعوي
من جوع الفراغ
أصابتها عدوى الدنس يسري نفثا مخفيا في مصباح الضباب السحري
يبعث طرودا منسمة بالقهوة محشوة بالكيك
لآخر رواد النبع ليسدلوا الخفافيش على القنديل الأخير
حتى لا تسمع عصفورة حمص
تموء، تموء بلطف لعلها تجد خشاش الأرض
و لكن
شاي الصين للنحافة غر البدينات
فما انتبهن لجمعية حماية حقوق كائن الإنس
و هي تهذي بما لا يوافق الهوى
و النفس أمارة بالرشاقة
و لو كانت في خراج لثة أمين حزب الله
أو كوة ثلج في سيبيريا تدعي الدفء
...
قيل لي، سيزحف من مقابر الرياحين في دير الزور
جيش من النمل
سيدك العفن
يكنسه كنسا إلى إسرائيل يكدسه في سرداب تل أبيب
يشكله منحوتة أو وليا صالحا للسعار
لينشغل بالعجل عن هيكل سليمان المتشبث بمغارة أكلتها الأرضة في جمجمة
كبير الأحبار تحت محراب القبة المقدسة
...
سمعت أن في حماة
فتاة تناهض التجميل و الدستور
و أخرى تفضل الحرية
و أم لا تلوي على شيء إلا نسيما تستنشق رحيقه لتشم مسك قميص ابنها دكته دبابة بالخطأ
كانت تقصف أباها العجوز
الذي صرخ يوم جمعة الهوان: كفى...
كفى قبلات
و انتعلي موانع الحمل
لتدوسي نطفة، حماس الطفولة يعميها عن أزمة اليونان
...
يا... و لا أدرك من أنادي
هذه القرية البركانية كومة من جبنة إيطالية معتقة ذائبة على "بيتزا" في مطعم
بواشنطن على مقربة من "البنتاجون" يمضغها وحش، يهضمها "فيودالي"،
يتغوطها "فايكينغ" في مرحاض عربي تقليدي ازدانت جدرانه فسيفساء التدجين...
...
أشعل مناضل ثوري سيجارة في مقهى المثقفين وسط "باريس" العظيمة!
الدخان يتلوى
الطلقات تزركش الملابس و كان تحتها أجساد
الدخان يتلوى
و الدماء تفتت أكباد الحجر
السيجارة تنقضي
الروح لا تأبه، تصافح اليقين و التاريخ يشيد الفضاء بالصبر و الخرير الكامن في الفوضى
نفذ التبغ، بصق العقب نفسه في وجه المناضل
حل الليل...
طلع الفجر في درعا
يحفظ بين ذراعيه الجمعة
من الأجندات و العبث
لا شيء سيسكت الفسيلة لأن الموتى يموتون
سيموتون ليموتوا
يعود للموت بهاء الأشلاء تقهر عطش الدم
اهدؤوا، لا تناقشوا وقف إطلاق الغيض
و لتعدّ خرائطكم الجثث، الساكنة في كهف يسكنكم ينهش العار
و لكن لا تشعرون
...
تضيق فراشة الروح يا سورية
و الموج يبتلع اللغة، عندما جاءه في المنام الأيوبي يتأجج 
لا "أمريكا" بلسم و لا "إيران" إكسير الشباب
فقط متاهات الحياة الحديثة تستعر تسعى بين قبائل الخلايا بالفتنة التالية...
تنفجر بثور النقمة في الرقص الشرقي
يحدثنا شيخ عن طاعة ولي الأمر و الراقصة تترنح على منبر عمامته حتى شبع "بشار" اليوم...
لا تحزنوا، إذا ماتت "كاميرا" فلا يقطع "البلوثوث" الوصل
و لينثر قطع اللحم مشتتة على الطرقات و الأقمار و الأسلاك
فأكياس الرماد القابعة خلف الشاشات تتلهف صيد الصور لتسد رمق الثقوب المزمنة
في زمن الأبعاد الثلاثة...
و الشهادة من تحتها تجري محفوفة بالغبن يحصنها...
...
حدثتني حلب
عن فارس يسرح بلا جواد في بلاد الله
عاريا، مندفع اللحظ صوب دمشق
يخترق العسكر و القذائف بذنوب الدمى
و ملاحف من الدم الأحمر الصلب
رأيته...
يحرق المبادرات و التنديد في برميل "برنت" سقط سهوا من فقرة الاقتصاد...
...
يا سورية
ألف لك القول في حصاد اليوم كقصيدتي، بقلب مريض نفسيا في غرفة "الفايسبوك" 
بلا أجهزة إنعاش
ألفظ الحرب على إيران،
و شراشف السرير تراهن على الدولار خلف صالة الولادة في "لاس فيكاس"...
بينما قبع أنا ينظر تحت الفراش المسجى على قبر الكلمات
محنطا...
أناوش مروحيات "الكوبرا" ــ في لعبة حملتها من بلاد السديم ــ
بــ"ريموت" الدمار الشامل...
متوسدا الدنيا مروضة بقرون الخنافس... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق