الأحد، 26 أغسطس 2012

...عباس والكلاب






بقدرة قادر
عادت كلاب الزمن
يشع على خواصرها بريق الخناجر
واعجباه،
قال عباس
وسكت بين اليقظة والنعاس
هذا قصي، حنظلة والمغيرة
أم عاجز، ميت وبرسيم بيادر
انتفض عباس
وتعوذ بربه
من كل وسواس
ثم هرع باحثا عن أعراس
ليحتفل بالعائدين
... ها عادت أصناف الميتين
عقدوا مجلسا
ترأسه قرد نسناس
عقد العطايا للنائمين
ولم ينس عباس
وشدوا بغتة الأنفاس
أعلنوا الحرب:
سنحرر الأقداس!!
...
انتصروا كالعادة
بين صيحات الحماس
ولذة النعاس
...
أتى عباس
ابن الجزيرة
وفارس العزة الأسيرة
حاملا يداه الكسيرة
والسيف سراب
فتح جرة عربية الأصل والمقاس
*وسكيها* ينعش الأنفاس
صب ووزع كالمجنون الكؤوس
كأس له
وكأس لاثنين غائبين
صاح الخليفة:
يا عباس، هات الكاس
ولنشرب نخب القضية
لتنم عيون الثكالى قريرة رضية!
نخب القدس برائحة الجثت
وعرق الأبدان
نخب بغدان
نخب الشجب في المراحيض
وفي أزقة التبان!
نخب خرء الثورة يخنق حلق الحجارة...
نخب الحمار يدنس داره
نخب المحترق يأمن ناره
نخب العائدين من زنزانة
إلى زنزانة
نخب الكلاب العطشانة
جراؤها عري في زمن الجليد
وضرعها الداعرة ضيعت اللبن
لما استكان عرضها لليهود سكن
أعلنت السماء:
عنك أيتها الكلاب
فلتسقط الحضانة!!
عاد عباس منتظرا
راجيا الموت
أو معجزة تعيد إلى الذئاب البراءة
والذروة ثم الحضانة والمكانة...


من بداياتي 2004

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق