الاثنين، 14 ديسمبر 2015

يوميات أو تكاد

 
 
يوميات أو تكاد:
 
اللحظة 0 الأولى:
 
 
 
أستيقظ أو أخالني استيقظت، وفي كل مرة أبتسم عندما أجدني قد فتحت عيني على سقف الغرفة الذي لا أدري لم أشك بأنه يريد أن ينهار علي. أستيقظ من جديد وألعن الشيطان، أتثاءب طويلا حتى يكاد فكي يجاوز مفصله لأقضي اليوم كهوة سحيقة على قدمين في باحة مستعجلات مستشفى بلا أطباء، قد يكونون بدورهم في بيوتهم يتثاءبون برفق لأنهم درسوا عن عواقب التثاؤب العشوائي.. أو ينتظرون وزراتهم أن تجف لأن زوجاتهم أو خادماتهم نسينها تحت المطر الذي تهاطل منذ أسبوع مضى. أغادر المنزل بعد فطور أتناوله وأنا أخمن كم ساعة ستكفيني طاقته حتى أتم ساعات العمل في كامل حيويتي. لا أستغرب عودة الصباح إلى الحياة بعد سواد مطبق. لقد تعودت على الأمر. وحتى عندما أوزع تحية الصباح هنا وهناك أكاد لا أشعر بقيمة ما أفعله. أنا فقط أمارس ما يبقيني على صلة بأشباهي المختلفين الذين يعيشون على نفس التراب مثلي. وحتى في اللحظات التي تخرقني فيها لحظة شاردة تخزني لألاحظ ما يغيب عن بلادتي، أكدس بسرعة السر على هاتف أو ورقة تائهة في جيبي ثم أعود إلى المشهد البئيس، ألوح لسيارة الأجرة، آخذ مكاني بجانب راكب متجهم يتمنى لو أن الأيام كلها نهايات أسبوع. نخرق الطريق دون أن ننبس بكلام كثير، كأننا نتأمل الحياة. بينما نركز أنظارنا في الفراغ ننتظر أن نصل أو يحدث شيء مهيب كحادثة خطيرة أو نهاية العالم..
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق