الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

يوميات أو تكاد:

 
 
اللحظة 0 الثانية:
 
 
أن تنسى إضافة الملح إلى الخبز وأنت تحضره ولا تنتبه إلا عندما تتذوقه ساخنا لتستمتع به، ليست بالمشكلة الكبيرة خاصة عندما يكون الطعام مالحا كفاية لغلق ملف القضية. بل قد يكون حادث كهذا فرصة متكاملة لكسر روتين الحياة، قد تضحك أو تبتسم وأنت تضع كفك على شفتيك: ويلي نسيت الملحة.. هذا أمر لا يتكرر كثيرا وقد يكون دافعا لك لتتذكر كم مرة وجدته لذيذا دون أن تجده فريدا.. ولكن عندما يحدث أن تجد نفسك في لحظة غاشمة ككومة من الخيوط السوداء التائهة في دهليز بلا بداية أو نهاية، شيء لن يتيح لك أن تلاحظ ولا حادثا أكبر قليلا من مشكلة الملح.. قد تحتاج إلى غزو بري مفاجئ لمدينتك، ربما تستيقظ من إحساسك. وفي الانتظار، تكون كإسفنجة متسخة بدأت تتحلل، وقلبك بنبض وهن كذيل عضاءة فقدته إثر نزال غير متكافئ وعجوز أخرق. لحظة قد لا يسعفك في نسيانها أو تجاوزها فرح عادي. قد تحتاج إلى خبر توحيد فلسطين وطرد الصهاينة إلى مزبلة نووية في بلد عربي لم يرق له الأمر. تحاول إقناع نفسك بأنها لحظة تالفة يجب إصلاحها أو لحظة ستتجاوزها دون المعجزات الخارقة. ولكنك لا تستطيع إلا أن تعيشها بحضور أليم وقاتل.. إنها لحظة أو لحظات تحرمك من متعة الخبز المالح ومن ضحكة الخبز المسوس معا..
 


 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق