الأربعاء، 13 مايو 2020

حجْر مبدع 24


حجْر مبدع

بقلم: آية بوداود

جذع مشترك مهني خدماتي/ فاس


حبّ وغياب

هو تماما كلعبة مكعب "روبيك" تقضي وقتا طويلا وأنت تخطئ وتعيد وتحاول، بدون أن تيأس لإيجاد مكعبك المناسب..
هكذا هي الحياة مع الحب تخطئ في اختيار الكثير من الناس وتعيد التعرف على أناس تظن أنهم الأفضل وأحيانا تحاول أن تقنع نفسك أنهم المناسبون، فتنمو أجنحة تعلقك بهم وتحلق عاليا وأنت مغمور بسعادة تحليقك بجوارهم فتهب رياح قوية وتكسر جناحيك، فتسقط وتجد نفسك انكسرت لوحدك، وطالت مدة وحدتك يوما بعد يوم، مرت أشهر أو ربما سنوات كأنها قطار ليس له نهاية،  تفكر في كل ما عشته. هل حقا كان حبا؟ لماذا طال الغياب، وتغيرت كل الأحوال ولم تعد المياه إلى مجاريها؟ هل تسربت بين وديان أخرى وتاهت عن أصلها؟ لكن الحب الحقيقي لا يهجر كأنه لم يكن قبل..
أين ذهبت كل تلك الكلمات؟ وأين هي تلك النظرات المليئة بشوق صامت؟ هل كل هذا من عالم أوهامي؟ لا.. أقسم أنني أشعر به بعيدا، لكنه يسكن بجواري يسار صدري مباشرة، فجوة مفعمة بالحب..
سوف أحطم هذه اللعبة اللعينة، لا أريد مكعبات ألم جديدة يكفي أنني أنتظر عودة جناح طائري ..
بعد المرة المليون من حمل هاتفي منتظرا اتصالا، توهمت وأنا منطفئ كعادتي أنه صوت لرنين هاتفي، لكنه حقا كان هو المتصل وراء كل الخيبات والانتظار، بعد كل هذا الوقت البعيد بعد السماء على الأرض يتصل!
أجيبه أم أكمل عذابي الذي أصبح يصاحبني الآن، دخلت في تفكير طويل فقط في بضع ثوان قليلة. ضربات قلبي يسمع صوتها على بعد كيلومترات، يداي ترتعشان، أرى كأنه أول يوم أتلقى فيه مكالمته.
أجبت والدموع مسجونة داخل مسكنها، كل هذه السنوات مرت، أسمع صوته الخشن الممزوج بحنان أشعر به أنا فقط، لا أريد أن أتكلم منتظرا تبريرا للغياب، لكسر خاطري وإدخالي قفص الكآبة.
بعد كل شيء عشته بمفردي طيلة هذه الفصول يخبرني أنه عاد مشتاقا أراد استرجاع ما ترك وراءه، ويسأل كالأبله؛ هل مازالت وردته متفتحة كما من قبل؟ هو لا يعلم أن الوردة ذبلت، أردت أن أخبره بكل شيء مررت به، وكيف أني مفقود بدون تواجده معي، لكنني استيقظت من نومي وقلبي يستنجد..
كل هذا حلم أم كابوس! حقا تعبت، لم كل هذا العبث داخلي؟ أريد أن أبكي لإخراج كل شيء، لكن كيف للأرض أن تسقي نفسها؟ كل دموعي قد نفدت، أصرخ صامتة أبكي، دون دموع  محطمة، بابتسامة مرسومة أحاول فقط التعايش مع الأمر، بينما عاد غائبي، سوف يتغير كل هذا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق