الأحد، 17 مايو 2020

حجْر مبدع 25


حجْر مبدع

نسيمة منور

ثانية بكالوريا علوم فيزيائية 2
الثانوية التأهيلية مولاي عبد الله


صراخُ الصّمْت

تبللت الورقة بالدموع، فزال الحبر، وتشابكت الحروف مع الأرقام والنقط وكأني لم أكتب شيئا، يبكي القلم بين أناملي شاكيا من حال الدهر، يسطر كلمات كلها ألم وحزن، فأبكى الورق من حديثه الذي طال.. حتى تلك الابتسامة التي كانت تغيظ أعدائي اندثرت وتلاشت، ولم يبق لها من الوجود سوى شواظ يزورني بين الغفوة وأخرى، ولا تلك الروح التي انكسرت ولمت أشلاءها من جديد، لم تعد لحزني تبالي، في أرجاء الدجى يروي الفؤاد ويشكو حاله لما فعل به الحزن، حزن خيم في عروق الكيان واتخذ وجداني الهزيل له موطنا ومكانا حتى أصبح أنيسي في الحياة، اعتدت على وجوده ولم يعد عني غريبا. لا يد تمسك بي ولا كتف أستند عليه وأشكو همي، فقط تنهيدات رقيقة تجعله يرفق بي ولو قليلا، أشعر بصراخ يضج تفاصيل قلبي، لكنه لا يسمع أبدا حتى كدت أسميه صراخ الصمت؛ ذاك الصراخ الذي ضجر سماع صوته في كل لحظة. ذاك الصراخ الذي بات ينغرس انغراس الباتر في سويداء قلبي ثم يسألني بعدها أ أنت بخير؟ لا هو حزن فتاة هجرها حبيبها ولا بكاء يتيم فارق أبويه، هو إحساس طفلة صغيرة بداخلي، لا زالت تبكي على من سلب منها لعبها و تنازلت بصمت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق