الاثنين، 27 أبريل 2020

حجْر مبدع 9


حجْرٌ مبدع

بقلم: ليلى عفان

تلميذة سابقا بثانوية شوقي التأهيلية

طالبة حاليا بالمدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء

خاطرة مقالية حول وباء كورونا:

كورونا، كوفيد19، سارس2.. تسميات متعددة لفيروس واحد، لكن التأثير هو نفسه تقريبا؛ صداع حاد، حرارة عالية جدا، لا انسداد أو رشح، عطاس نادر، سعال جاف، لا التهاب في الحلق، قشعريرة قوية، ٱلام جسم حادة.. حاصرنا هذا الفيروس من كل جانب، لا عناق للأحبة، لا صلة للأرحام، لا صلاة في المساجد، الدراسة توقفت، جميع الأماكن العامة أغلقت. كل هذا من أجل سلامتنا وبغية الحد من انتشار هذه المتوالية الهندسية التي تنتشر كالنار في الهشيم. هذا الفيروس أثبت قدرة الخالق عز وجل وعزته، وهو كذلك فرصة لنتوب إليه ونستغفره، أو ربما الأرض تستريح من صخب الإنسان قليلا؛ فلأول مرة شهدت الأرض انخفاضا في نسبة التلوث العالمي بنسبة 48٪، شهدنا تضامنا لا مثيل له من كافة أفراد المجتمع سواء الصغير منهم أو الكبير. هذا الفيروس لا يميز بين صغير أو كبير، فقير أو غني، الكل سواسية. لذا رجاء التزموا بيوتكم ولا تخرجوا منها إلا للضرورة القصوى، فإيطاليا الآن تبكي مواطنيها بالٱلاف، وإيران كذلك؛ كل هذا حصل لأن الأمر لم يؤخذ على محمل الجد في أول مرة. ونذكر أن الصين تغلبت على الفيروس واليوم لم تسجل أية حالة إصابة جديدة كما تزعم، وهي كذلك بفضل وعي شعبها والتزامه بأوامر الدولة الساعية للحفاظ على أرواح الناس، ولا ننسى أن الحفاظ على النفس هو في الدين أيضا وليس خوفا من الموت كما يقال، بل الوقاية خير من العلاج. كورونا ينتقل عن طريق اللمس، السعال، الاحتكاك... وفترة بقائه تدوم حسب طبيعة الشيء الملوث به، أوصيكم بالنظافة ثم النظافة وغسل اليدين جيدا وتفادي المصافحة أو العناق، فإن ابتعدنا الآن سنتصافح غدا، إن التزمنا بالقواعد والشروط المحددة من طرف السلطات، ولا ننسى أن الفيروس يصيب الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة من كبار السن والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة فيؤثر عليهم بشكل كبير لا قدر الله، وقيل بأن الأطفال قد لا يتأثرون كثيرا ولكن من الممكن أن يحملوه؛ يحملونه في ذواتهم وينقلونه دون علم منهم. وأود القول أن الأشخاص المتوفين به، لا صلاة عليهم، لا كفن، لا توديع لأهاليهم كل هذا يجعل من الضروري أن نلتزم بقواعد النظافة بشدة وأن نبقى في البيوت ولا نخرج إلا لطارئ كي نستطيع حصاره، رجاء من أجل حماية نفوسكم ومن تحبون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق